I.
النظام الشمسي: رحلة مدهشة في الفضاء
النظام
الشمسي هو عالم مذهل من الأجرام السماوية التي تدور حول نجمة عملاقة تسمى الشمس.
الشمس هي مصدر الحياة والطاقة للأرض والكواكب الأخرى. لكن ما هي الأجرام التي تشكل
النظام الشمسي؟ وكيف تتفاعل مع بعضها البعض؟ وما هي الأسرار التي تخفيها؟
في
هذه المقالة، سنستكشف النظام الشمسي ومكوناته، وسنتعرف على بعض الحقائق العلمية
والمعلومات الشيقة عنه. سنبدأ بالكواكب، وهي أكبر وأهم الأجرام في النظام الشمسي.
II. الكواكب: الأشقاء الثمانية للأرض
الكواكب هي أجسام صخرية ذات سطح مليء بالفوهات والجبال والوديان والبحار. تختلف الكواكب في حجمها ولونها وخصائصها، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين: الكواكب الداخلية والكواكب الخارجية.
الكواكب
الداخلية هي الأقرب إلى الشمس، وهي عطارد والزهرة والأرض والمريخ. هذه الكواكب
تتميز بأنها صغيرة الحجم وصلبة البنية وسريعة الدوران. لها قليل من الأقمار أو لا
تملك أي قمر على الإطلاق. تتعرض هذه الكواكب لدرجات حرارة مرتفعة بسبب قربها من
الشمس، ولكن تختلف في طبيعة أجوائها ومناخها.
عطارد هو أصغر كوكب
وأسرعها حركة في النظام الشمسي. يدور حول الشمس في 88 يومًا فقط، ويواجه اختلافات
حرارية شديدة بين الليل والنهار. لا يملك عطارد أي جو أو ماء أو حياة. سطحه مغطى
بالصدمات والتجاويف الناتجة عن الاصطدامات مع النيازك والمذنبات.
الزهرة
هو ثاني أقرب كوكب إلى الشمس، وأشبهها بالأرض في الحجم والكتلة. لكن الزهرة تختلف
عن الأرض في كل شيء آخر. تملك الزهرة جوًا كثيفًا وسامًا من ثاني أكسيد الكربون
والكبريتيك الحمضي، يسبب ارتفاع درجة حرارتها إلى أكثر من 450 درجة مئوية. تدور
الزهرة ببطء شديد حول نفسها وحول الشمس، بحيث يستغرق يومها الواحد 243 يومًا
أرضيًا، وسنتها الواحدة 225 يومًا أرضيًا. لا تملك الزهرة أي قمر أو ماء أو حياة.
سطحها ملساء ومنبسط، مع بعض البراكين والتلال.
الأرض
هي ثالث أقرب كوكب إلى الشمس، والوحيد الذي يحتوي على حياة. تملك الأرض جوًا
معتدلًا من النيتروجين والأكسجين، يحميها من الإشعاعات الضارة ويسمح بوجود ماء
سائل على سطحها. تدور الأرض حول نفسها في 24 ساعة، وحول الشمس في 365 يومًا. تملك
الأرض قمرًا واحدًا يسمى القمر، يؤثر على المد والجزر والظواهر الطبيعية الأخرى.
سطح الأرض متنوع ومتغير، مع القارات والمحيطات والجبال والوديان والغابات والصحاري
والقطبين.
.jpg/420px-The_Blue_Marble_(remastered).jpg)
المريخ
هو رابع أقرب كوكب إلى الشمس، والأخير من الكواكب الداخلية. يشبه المريخ الأرض في
بعض الخصائص، مثل مدة اليوم وميل المحور والفصول. لكن المريخ يختلف عن الأرض في كل
شيء آخر. يملك المريخ جوًا رقيقًا من ثاني أكسيد الكربون، يسبب انخفاض درجة حرارته
إلى أقل من -60 درجة مئوية. يدور المريخ حول الشمس في 687 يومًا. يملك المريخ
قمرين صغيرين يسميان فوبوس وديموس. سطح المريخ أحمر اللون بسبب وجود الحديد
الأكسدة في التربة. يوجد على سطح المريخ بعض البراكين والتلال والأودية العميقة
والقطبين الجليديين.
الكواكب
الخارجية هي الأبعد عن الشمس، وهي المشتري وزحل وأورانوس ونبتون. هذه الكواكب
تتميز بأنها كبيرة الحجم وغازية البنية وبطيئة الدوران. لها العديد من الأقمار
والحلقات المكونة من الغبار والجليد والصخور. تتعرض هذه الكواكب لدرجات حرارة
منخفضة جدًا بسبب بعدها عن الشمس، ولكن تمتلك بعض الظواهر الجوية والمغناطيسية
المثيرة.
المشتري
هو أكبر كوكب وأثقلها في النظام الشمسي. يدور حول الشمس في 12 سنة أرضية، وحول
نفسه في 10 ساعات فقط. يملك المشتري جوًا كثيفًا من الهيدروجين والهيليوم، يخفي
سطحه الصلب. يملك المشتري أكثر من 70 قمرًا، أبرزها غانيميد وأوروبا وكاليستو
وأيو. يملك المشتري أيضًا حلقات رقيقة من الغبار والجليد. يمتاز المشتري بوجود
بقعة حمراء عملاقة على سطحه، وهي عاصفة دائمة تزيد مساحتها عن الأرض.
زحل
هو ثاني أكبر كوكب وأخفها في النظام الشمسي. يدور حول الشمس في 29 سنة أرضية، وحول
نفسه في 11 ساعة. يملك زحل جوًا مشابهًا للمشتري من الهيدروجين والهيليوم، ولكن
بنسب مختلفة. يملك زحل أكثر من 60 قمرًا، أشهرها تيتان وإنسيلادوس وريا وديون.
يملك زحل أيضًا حلقات مذهلة من الغبار والجليد والصخور، تمتد لمئات الآلاف من
الكيلومترات حوله. تعتبر حلقات زحل واحدة من أجمل المناظر في النظام الشمسي.
أورانوس
هو ثالث أكبر كوكب ورابع أثقلها في النظام الشمسي. يدور حول الشمس في 84 سنة
أرضية، وحول نفسه في 17 ساعة. يملك أورانوس جوًا من الهيدروجين والهيليوم
والميثان، الذي يعطيه لونه الأزرق الفاتح. يملك أورانوس أكثر من 25 قمرًا، أهمها
تيتانيا وأوبرون وأرييل وأمبريال وميراندا. يملك أورانوس أيضًا حلقات رقيقة من
الغبار والجليد. يتميز أورانوس بأنه يدور على جانبه، بحيث تكون محاوره شبه عمودية
على مداره. هذا يسبب تغيرات مفاجئة في الفصول والإضاءة على سطحه.
نبتون
هو رابع أكبر كوكب وثالث أثقلها في النظام الشمسي. يدور حول الشمس في 165 سنة
أرضية، وحول نفسه في 16 ساعة. يملك نبتون جوًا مشابهًا لأورانوس من الهيدروجين
والهيليوم والميثان، لكن بنسبة أعلى من الميثان، مما يجعله أزرق أغمق. يملك نبتون
أكثر من 10 أقمار، أبرزها تريتون ونيريد وبروتيوس. يملك نبتون أيضًا حلقات ضعيفة
من الغبار والجليد. يتميز نبتون بوجود بقعة زرقاء عملاقة على سطحه، وهي عاصفة
مماثلة للبقعة الحمراء على المشتري، لكن بحجم أصغر.
III.
الأقمار: الأصدقاء الأوفياء للكواكب
الأقمار
هي أجسام صغيرة تدور حول كل كوكب إلا عطارد وزحل. تختلف الأقمار في شكلها وحجمها
وعددها. هناك أكثر من 200 قمر معروف حتى الآن يدور حول الكواكب المختلفة. بعض
الأقمار تشبه الكواكب الصغيرة، وبعضها تشبه الكويكبات المشوهة. بعض الأقمار تملك
جوًا أو ماءً أو حياةً، وبعضها لا يملك شيئًا من ذلك.
-
القمر هو أقرب قمر إلى الأرض، وأكبرها وأجملها. يدور
حول الأرض في 27 يومًا، ويواجهها بنفس الوجه دائمًا. لا يملك القمر جوًا أو ماءً
أو حياة. سطحه مغطى بالفوهات والجبال والبحار الجافة. يؤثر القمر على المد والجزر
والظواهر الطبيعية الأخرى على الأرض. يعتبر القمر مصدرًا للإلهام والفضول للبشر
منذ القدم.
-
غانيميد هو أكبر قمر في النظام الشمسي، وأكبر من عطارد
والزهرة. يدور حول المشتري في 7 أيام. يملك غانيميد جوًا رقيقًا من الأكسجين،
وقشرة جليدية تحتها محيط مائي. يملك غانيميد أيضًا مجال مغناطيسي خاص به، يحميه من
المجال المغناطيسي القوي للمشتري. سطح غانيميد مليء بالصدمات والتجاويف والخطوط
الداكنة.
-
تيتان هو ثاني أكبر قمر في النظام الشمسي، وأكبر قمر
لزحل. يدور حول زحل في 16 يومًا. يملك تيتان جوًا كثيفًا من النيتروجين والميثان،
يجعله غير قابل للرؤية من الفضاء. يملك تيتان أيضًا سطحًا جليديًا تحته بحيرات
وأنهار من الهيدروكربونات السائلة مثل الإيثان والبروبان. يعتقد البعض أن تيتان قد
يحتوي على شكل من أشكال الحياة البسيطة في محيطه الداخلي.
-
تريتون هو أكبر قمر لنبتون، وأحد أبرد الأجرام في
النظام الشمسي. يدور حول نبتون في 6 أيام، ولكن بشكل عكسي لدوران الكوكب. يملك
تريتون جوًا رقيقًا من النيتروجين والميثان، يتجمد على سطحه على شكل ثلج أو غبار.
يملك تريتون أيضًا سطحًا جليديًا متقطعًا بالبراكين والجيزرات التي تنفث
النيتروجين والماء والأمونيا. يعتقد البعض أن تريتون قد يكون قمرًا مهاجرًا من
حزام كايبر، وأنه قد يتحطم في المستقبل بسبب تأثير الجاذبية.
IV.
الكويكبات والكواكب القزمة: الأحجار الصغيرة في الفضاء
الكويكبات
هي أجسام صغيرة جدًا تدور حول الشمس بسرعات عالية. لها شكل دائري أو مستطيل أو
مثقب. لديها ثقب يُستخدَم لقياس المسافات في المجرة. توجد ملايين الكويكبات في
النظام الشمسي، وتنقسم إلى أنواع مختلفة حسب موقعها وتركيبها. أشهر أنواع
الكويكبات هي:
- حزام الكويكبات: هو منطقة تحتوي على العديد من الكويكبات بين
مداري المريخ والمشتري. هذه الكويكبات تتراوح في حجمها من بضعة أمتار إلى بضعة
كيلومترات. بعضها معدني وبعضها صخري أو كربوني. أكبر كويكب في هذا الحزام هو
سيريس، الذي يعتبر أيضًا كوكبًا قزمًا.
- الكويكبات القريبة من
الأرض:
هي الكويكبات التي تقترب من مدار الأرض بمسافة أقل من 200 مليون كيلومتر. هذه
الكويكبات تشكل خطرًا على الأرض في حالة اصطدامها بها، مما قد يسبب تدميرًا هائلًا
أو تغييرًا في المناخ. أشهر الكويكبات القريبة من الأرض هي أبوفيس وتوتاتيس وإيروس.
- الكويكبات القطبية: هي الكويكبات التي تدور حول الشمس بزاوية حادة
عن مستوى مدارات الكواكب. هذه الكويكبات تعتبر نادرة وغامضة، وقد تكون لها أصل
مختلف عن الكويكبات الأخرى. أشهر الكويكبات القطبية هي فاتين وهيكتور.
الكواكب
القزمة هي أجسام صغيرة جدًا جدًا تتصادف بشكل عشوائي مع كل كوكب رئيسية في فترات
زمنية طويلة. لها شكل دائري أو مستطيل أو مثقب. لديها ثقب يُستخدَم لقياس المسافات
في المجرة. توجد كواكب قزمة معروفة في النظام الشمسي، وهي:
- سيريس: هو أكبر كوكب قزم وأقربه إلى الشمس. يدور حول
الشمس في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري. يملك سيريس جوًا رقيقًا من البخار
والغبار، وقشرة جليدية تحتها محيط مائي. سطح سيريس مليء بالفوهات والتجاويف
والجبال والبقع البيضاء.
- بلوتو:
هو ثاني أكبر كوكب قزم وأبعده عن الشمس. يدور حول الشمس في حزام كايبر، وهو منطقة
تحتوي على العديد من الكويكبات والمذنبات بعيدة عن الشمس. يملك بلوتو جوًا رقيقًا
من النيتروجين والميثان والأكسجين، يتجمد على سطحه على شكل ثلج أو غبار. يملك
بلوتو أيضًا سطحًا جليديًا متنوعًا باللون والارتفاع والحرارة. يملك بلوتو خمسة
أقمار، أهمها كارون ونيكس وهيدرا وكيربيروس وستيكس.
- هاوميا:
هو ثالث أكبر كوكب قزم وأسرعها دورانًا. يدور حول الشمس في حزام كايبر، ولكن بمدار
مائل ومتموج.
